ويصف "ابن القيم" الجسم الأثيري بأسلوب يدل على رؤيته له قائلاً : "تظاهرت الأدلة في القرآن والسنة والآثار والاعتبار والعقل والقول أن الروح (الجسم الأثيري ممتزجاً بالروح بعد انفصاله عن الجسد) ذات قائمة تصعد وتنزل وتتصل وتنفصل وتخرج وتذهب وتجيء وتتحرك وتسكن وعلى هذا القول أكثر من مائة دليل .. وأنها تأخذ من بدنها صورة تتميز بها عن غيرها."

ويأتي رأي هذا الفيلسوف الاسلامي حول وصف الجسم الأثيري بعد انطلاقه عن  الجسم الأرضي متطابقاً مع ما أثبتته التجارب الروحية الحديثة .. حيث أثبتت أن الأجسام الأثيرية هي صورة من أجسامها الأرضية ..حيث تمكن بعض العاملون  في هذا الحقل من تصوير الجسم فوتغرافيا بعدسات خاصة من الكوارتز في أضواء تحت الحمراء أو فوق البنفسجية .. ومن هؤلاء الدكتور "مايرز" طبيب الأسنان الانجليزي .. كما استطاع الدكتور "ولترز" الأستاذ بجامعة "رينوبنينادا "تصوير الجسم الأثيري لبعض الحيوانات في لحظة الموت بواسطة جهاز "مخدع ويلسون "حيث بين الجهازأن الجسم يفقد نوع من الطاقة بالموت وهي عبارة عن جسم غير مادي ينسل من جسد الشخص الميت .. وقد تمكن هذا العالم من رؤيته لأنه استخدم بخار الماء لرؤيته فوجد مطابقاً لشكل الجسم المادي.

ويتحدث الإمام "الشعراني" الذي يعد من أئمة التصوف الإسلامي ..عن انفصال الجسد الأثيري عن الجسد المادي في حالة الموت ..مثلما يؤكده العلم الروحي الحديث إذ يقول  " إن الموجودات "الكائنات" عبارة إجسام مادية" تتعلق بها أرواح "أجسام الأثيرية الممتزجة بالأرواح" لكن" الروح  المتواجدة في الجسم الأثيري هي الباقية هناك "أي في عالم البرزخ"  "أي الأجسام الأثيرية"  

فيكون الظهور هناك للروح " أي للجسم الأثيري الممتزج بالروح)

ويتناول الشيخ "محمد نورالدين في" كتابه "منهاج الراغبين "حديثاً لابن عباس يصف من خلاله الصلة بين النفس والروح فيقول :

"في جسم ابن آدم نفس "أي الجسم الأثيري" وروح "السر الإلهي" بينهما شعاع مثل شعاع الشمس .. النفس بها العقل والتمييز والروح بها النفس والتحريك .. فإذا نام العبد قبض الله نفسه "أي جسمه الأثيري" ولم يأمر بقبض روحه "أي سر الحياة".

ويؤكد العلم الروحي الحديث انفصال الجسم الأثيري عن الجسم المادي أثناء النوم مع تواجد حبلاً أثيرياً رابطاً بينهما حتى يتمكن الجسم الأثيري من العودة إلى الجسم المادي عند اليقظة .. وتسمى هذه العملية "الطرح المؤقت" أما في حالة الموت فإن الجسم الأثيري مع الروح ينفصلان تماماً غن الجسم المادي بسبب انقطاع الحبل الأثيري.

ووصف مؤلف كتاب "الإنسان الكامل" خروج الجسم الأثيري من الجسم المادي في حالة الموت بأنه يكون أحياناً سريعاً وأحياناً بطيئاً حيث يظل الجسم الأثيري المتحد مع الروح ساكناً في الجسد الأرضي إذا كان في غيبوبة  إلا أنه يصبح غير قادر على التحرك والحياة .. وإنما يظل كالنائم لا يرى في نومه شيئاً "

وهذه الحقيقة أكدها الباحثون في العلم الروحي المعاصر .. حيث ذكروا بعد عدة جلسات روحية أجروها مع عدد من الأرواح "الأجسام الأثيرية" أن بعض الأجسام الأثيرية تمضي بعض الوقت في غفوة لا تدرك خلالها أنها تركت أجسادها الأرضية .. وهذه الغفوة قد تقصر إلى لحظات خاطفة وقد تطول حتى تصبح قروناً إذ يرجع ذلك حسب اعتقادهم إلى درجة الرقي الروحي الذي يبلغه  الإنسان في حياته الأرضية وإلى الطريقة التي مات بها وإلى درجة فهمة وعلمه المتعلقان بالعالم الروحي.

بقي سؤال أطرحه قبل أن أنهي هذا المضوع، هل تعد الملائكة والجن والإنس أرواح جنس واحد تتنوع وظائفه ؟  يؤكد هذه الحقيقة الإمام "الشعراني" حيث يقول : "الأرواح  ثلاثة أنواع .. أرواح تدبر أجساداً نورانية وهم الملأ الأعلى .. وأرواح تدبر أجساداً نارية .. وهم الجن .. وأرواح تدبر أجساداً ترابية وهو البشر "

كما بين الرسول الكريم أن جعفر بن أبي طالب الذي استشهد في أحد المواقع الإسلامية برفقة الملائكة يقوم بوظائفها عندما تحدث إلى أصحابه قائلاً : "عرفت جعفر في رفقة من الملائكة يبشرون أهل نيشة بالمطر "نيشة بلد في اليمن"

 وبعد ...... ألا يؤكد كل ماذكرته من أدلة اسلامية جواز الدين الإسلامي للبحوث الروحية التي تعدّ جزء من بحث العقل المؤمن عن آيات الله في خلقه ليزداد بها إيماناً بعظمة الخالق سبحانه وتعالى .

http://Www.salwaalmoayyed.com.bh